متى ترغب فى تلقي اتصال من مستشارنا العقارى ?

قم بتحديد اليوم

قم بتحديد الوقت (من : إلى)

مصايف المصريين كيف كانت وكيف أصبحت

مصايف المصريين كيف كانت وكيف أصبحت

مصايف المصريين كيف كانت وكيف أصبحت

Amal Ali 11 Aug 2022

يعتبر المصيف واحد من الأنشطة الأساسية التي يحرص عليها المصريين كل سنة. تجتمع كل الأسر على أهمية الذهاب إلى المصيف في كل إجازة صيف. بمختلف الطبقات الإجتماعية والتفضيلات لا يختلف على هذا النشاط أي أحد ويظل المصيف هو أكبر هدف واجب تحقيقه في إجازة الصيف. 

في العقود الأخيرة تطور شكل المصيف في مصر فمع تغير الأجيال اختلفت تماما الأماكن التي يتوجه إليها المصريين لقضاء الإجازة وتغيرت الأنشطة التي يحرص علي ممارستها الشباب والعائلات. 

اليوم في هذا المقال سنأخذكم في جولة بين الماضي والحاضر لنعرف كيف كان شكل المصيف في العقود الماضية وكيف أصبح في السنوات الأخيرة.


إذا كنت تبحث عن معلومات عن أحدث مشاريع الساحل الشمالي, عليك فقط تحميل دليل الساحل الشمالي لصيف 2022 من هنا

كيف بدأ المصيف في مصر

لم تظهر المصايف بشكلها الحالي حتى النصف الأول من القرن العشرين, فحتى ثورة يوليو كانت تُقدر نسبة المواطنين الذين يخرجون من مدنهم وقراهم للتوجه للبحر بنسبة نص في المئة من المواطنين في ذلك الوقت. كان الفلاحين يتوجهون إلى فروع النيل الموجودة في قراهم للتخلص من حرارة الصيف وحتى كانو يطلقون على النيل الموجود في قراهم لفظ البحر. أما فعل التصييف بمعناه الحقيقي ظل مقتصرا على نسبة ضئيلة من المجتمع المصري ونسبة أقل هي التي كانت تذهب للتصيف في أوروبا أو خارج مصر. 

انفتح المجتمع المصري على المصايف بعد ثورة 23 يوليو حيث مكنتهم الثورة من رفع الحاجز الطبقي بينهم وبين صفوة المجتمع التي كانت تسيطر على شواطئ مثل ميامي والتي كانت تفرض رسوم دخول للشاطئ وتكلفتها ثلاثة قروش. أما بعد الثورة فأصبح الدخول للشاطئ مجاني مما غير شكل الشاطئ ليضم العائلات التي تأتي حاملة معها أواني الطهي والمأكولات. ومن هنا تبدأ طبقة راقية جديدة في الظهور في المجتمع المصري وهي الطبقة التي توجهت للبدء في تأجير الشقق أو الشاليهات أو الفيلات في شاطئ المعمورة. 

من هنا نفهم أن الإسكندرية لعبت دورا كبيرا في تشكيل هوية المصيف في مصر فكانت تضم شواطئ لجميع الفئات مثل المعمورة والمنتزه وميامي والعجمي. وبذلك تكون مدينة الإسكندرية هي المدينة الوحيدة في مصر التي حافظت على كونها وجهة للتصيييف على مدار ال100 عام الماضية. وحتى الأن تظل مدينة الإسكندرية هي الوجهة الأساسية للمصيف لشريحة كبيرة من المجتمع المصري.

 

المصيف ما هو أكثر من الماء والهواء 

تتمتع مصر بمجموعة من الشواطئ الخلابة التي ليس لها مثيل في العالم. فهي تمتلك شواطئ على كلا من البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط. وتمتد شواطئها بطول البلاد. ليس فقط امتلاك مصر للشواطئ هو ما يميز المصيف فيها ولكن التنوع البارز في طبيعة الشواطئ هو ما يبهر كل الزوار أو السائحين. فستجد الطبيعة الهادئة والمياه الزرقاء والأمواج العالية والرمال البيضاء الناعمة على شاطئ البحر المتوسط وفي الجهة الأخرى ستجد سلاسل الجبال الشاهقة والطبيعة الصحراوية المبهرة على البحر الأحمر والذي يعتبر واحد من أجمل البحار التي تمتلك حياة مائية وشعاب مرجانية نادرة.  

في البداية كان الباحثين عن التصييف يتحملون السفر لمسافات طويلة للحصول على لحظات هدوء ساكنة. لكن في أخر عشرة سنوات تغير شكل المصيف ليصبح جزء من مكوناته هو الحفلات وحياة الصخب ويأتي الساحل الشمالي في مقدمة المصايف التي توفر هذا النوع من الإجازات. ففي كل سنة تنطلق موضة جديدة وتنتشر في جميع مواقع التواصل الإجتماعي صور المصيفيين في الساحل بل يتنافس الناس في نشر صور السهرات والحفلات ونشر صور الأزياء الخاصة بالساحل حتى أصبح للساحل فورمة جسدية خاصة يبدأ في الإستعداد لها الشباب قبل موسم الصيف بشهور. 

ينقسم المصطافين في مصر إلى نوعين. النوع الأول هو الذي يبحث عن المغامرة والاستمتاع بالطبيعة وستجد أن أغلبهم يتوجهون إلى البحر الأحمر حيث يوفر لهم مجموعة كبيرة من الأنشطة والمغامرات مثل الغطس وركوب الأمواج والتخييم والسفاري. وعلى عكس العقود الماضية أصبحت مدن البحر الأحمر من أكثر الوجهات الساحلية التي يقبل عليها المصريون في السياحة الداخلية. أما بالنسبة للأجانب فهم يأتون خصيصا لزيارة شواطئ البحر الأحمر. من أكثر المدن الجاذبة حاليا هي العين السخنة ودهب وطابا ونويبع والغردقة واشتهرت مؤخرا مرسى علم. أما النوع الثاني من المصيفيين وهم الباحثين عن الإستجمام وقرب المسافة من القاهرة فيتوجهون مباشرة للساحل الشمالي. ومن أكثر العوامل التي ساعدت على رواج الساحل الشمالي هو حركة تطوير الطرق السريعة المؤدية إلى الساحل فأصبح بمقدورك الأن الوصول إلى منطقة مثل مرسى مطروح في أقل من أربع ساعات. من أحدث الطرق المؤدية إلى الساحل حاليا طريق الفوكا وطريق الضبعة 


إذا كنت تفكر في الاستثمار في منزل ثان إقرأ هذا المقال الساحل الشمالي أم السخنة اتخذ القرار واستثمر في منزلك الثاني

حكاية الساحل من العجمي إلى رأس الحكمة 

في أزمنة سابقة كان المصيف يقتصر على مدن معينة ومحدودة وعلى رأسها الإسكندرية, بالإضافة إلى رأس البر ومرسى مطروح وبسبب بعد مطروح عن القاهرة لم تكن من الأماكن الي يسهل الوصول إليها. وكانت إقامتك على البحر تكون عن طريق تأجير شمسية وتسعى العائلات للذهاب مبكرا لحجز شمسية على الصف الأول. أما الأن فعليك إما حجز شاليه أو شقة أو الإقامة في أحد المنتجعات.

من أكثر الظواهر المنتشرة في المجتمع المصري هي أن المصيف يعبر عن الطبقة الإجتماعية للأفراد فتجد دائما تقسيمات للمدن والشواطئ التي يقصدها الناس. ويعتبر الساحل الشمالي هو أكبر دليل على هذه النظرية, حيث مع إنطلاق كل مشروع جديد يقوم بافتتاحه نخبة المجتمع وبمجرد أن يبدأ عدد أكبر من المصريين بالتردد عليه تسرع النخبة الراقية في الهروب والزحف إلى مدينة أخرى. وظلت لعبة الكر والفر هذه في التكرر بداية من العجمي في الإسكندرية ثم منها إلى مارينا ومن مارينا بدأت سلسلة انتشار المشاريع والمنتجعات. حتى تم تقسيم الساحل إلى منطقتين ويطلق عليهم الساحل الطيب والساحل الشرير. فالساحل الطيب يمتد فقط من الكيلو 21 وحتى الكيلو 105 ومن ثم يبدأ الساحل الشرير من العلمين وحتى القرب من مرسى مطروح بكل ويضم مناطق جديدة مثل سيدي عبدالرحمن ورأس الحكمة. وما يميز المنتجعات الجديدة على الساحل الشمالي هو تصميماتها المعمارية الجميلة والخدمات المتميزة التي يطرحها المطورون العقاريون في مشروعاتهم. 

تعرف على سوق العقارات المصري أكثر من هنا 4 نقاط ستهمك عن سوق العقارات المصري الحالي

وفي الستينيات كانت أيضا من ضمن المحافظات المشهورة بكونها وجهة للمصيف بورسعيد والسويس والإسماعيلية لكن مدن القنال تأثرت بعد نكسة 67 بسبب المعارك التي دارت فيها واختفت من على خريطة المصيف هذه المدن حتى حرب 6 أكتوبر. بعدها بدأت هذه المدن في استعادة قوتها مرة أخرى.

أزمة الملابس في كل صيف

بالتأكيد سمعت من قبل عن الأزمات التي تسيطر على موسم الصيف في كل عام بسبب مشاكل ملابس السباحة. ظلت الشواطئ في مصر لسنوات عديدة حكراً على طبقة محددة من المجتمع المصر. لكن مع التطور وتمكن طبقات مختلفة من الاستمتاع بالشواطئ ظهرت واحدة من المشاكل الإجتماعية التي يعاني منها مجتمعنا مع كل موسم صيف. 

أصبح تصنيف الناس لبعضهم يخضع لنوع ملابس السباحة التي يرتدونها وبناء عليها يتم إطلاق الأحكام وربما اتخاذ بعض الإجراءات. فتجد أن قرى تمنع دخول الناس وفقا لملابسهم ومنتجعات أخرى تشترط إنتمائك إلى فئة معينة من المجتمع حتى تتمكن من تملك الوحدات في مشروعاتهم حتى وإن كنت قادر على دفع المبلغ الكافي لشراء وحدتك. كل هذه المشاهد التي ترصد التغيرات الإجتماعية للمصريين وهو جزء من طبيعة تغير المجتمعات.


رحلة ترفيهية أم وجاهة إجتماعية 

تظل اختلاف طبقات المجتمع تتحكم في فكرة المصيف. فبينما يظل أصحاب الطبقات الفقيرة داخل مدنهم وقراهم لعدم قدرتهم على تحمل تكاليف المصيف, تسعى الطبقة المتوسطة لتوفير مصاريف المصيف طوال العام إما من خلال الإدخار أو من خلال الدخول في جمعيات لكن يظلو حريصين على الحفاظ على عادة التصييف كل عام. أما الطبقات الأكثر ترفا فهي تبحث عن كل وجهة جديدة يتم الإعلان عنها لإطلاق الموضة والتريندات في كل عام وربما أيضا يتوجه الكثير منهم للاستثمار في العقارات الساحلية.  

إذا كنت تريد معرفة المزيد عن الاستثمار العقاري ألق نظرة على هذا المقال ما هي الاستشارات العقارية وكيف يمكنك الاستفادة منها.


من أكثر ما كان يميز رحلات المصيف هي كونها رحلات تجمع شمل الأسر والعائلات. وكانت تتسم دائما بكونها فرصة مناسبة للتجمع والاستمتاع معا. وتمتلك جميع أجيال الثمانينات والتسعينات ذكريات حية حتى يومنا هذا عن سهرات المصيف مع العائلة ومشاركة المأكولات ومشاركة نفس الشاليه أو الشقة. 

أما حاليا أصبحت رحلات المصيف متعددة ولها أسباب أخرى فيذهب الشباب معا في رحلة إلى الساحل للانخراط في نمط إجتماعي جديد والإنضمام إلى النخبة هناك. وأصبحت السفريات التي تجمع العائلة أقل وتم استبدالها. 


لكن في النهاية مهما اختلفت الطبقات الإجتماعية وأيا كان نوع ومكان المصيف سيظل فعل التصييف جزء من وجدان المصريين وتظل صناعة الذكريات هي أجمل هدية تبقى معك لسنوات لتذكرك بقضاء أوقات جميلة مع أهلك وأصدقائك. 

يمكننا دائما أن نقدم لك الاستشارات العقارية. فلا تتردد واتصل بنا للإجابة  01003366453 عن كل استفساراتك. ويمكنك متابعة موقعنا الإلكتروني للمزيد من المقالات الأسبوعية وأحدث أخبار العقارات في السوق المصري.